[size=32]وسُئلتُ عن مصرَ الهرمْ
مصرَ المهابةِ والقيادةِ والهِممْ[/size]
[size=32]مصرَ الصبوحةِ مثلَ طفلٍ يبتسمْ[/size]
[size=32]مصرَ الطليقةِ مثلَ سَيلٍ يَحتدِمْ[/size]
[size=32]مصرَ الأنيقةِ والرقيقةِ[/size]
[size=32]والمليئةِ بالنِّعَمْ[/size]
[size=32]كيفَ ارتضينا حالَها ؟[/size]
[size=32]صارتْ عدَمْ ،[/size]
[size=32]شعبًا كقُطعانِ الغنمْ[/size]
[size=32]والذئبُ يجلسُ في نَهَمْ[/size]
[size=32]مُتحفِّزًا للقنصِ من حُمْرِ النَّعَمْ[/size]
[size=32]مصرَ التي صارتْ ألمْ ،[/size]
[size=32]صارتْ ندمْ[/size]
[size=32]سرقوا أساورَها ؟ نعمْ[/size]
[size=32]قطعوا جدائلَها ؟ نعمْ[/size]
[size=32]نهبوا مكاحلَها ؟ نعمْ[/size]
[size=32]نزعوا الأظافرَ ، والخواتمَ ، والقلادةَ ،[/size]
[size=32]والقلمْ[/size]
[size=32]سرقوا اللباسَ الخارجيْ ،[/size]
[size=32]والداخليْ[/size]
[size=32]تركوها عاريةً[/size]
[size=32]وفرَّ "المعتصِمْ"[/size]
[size=32]عَرضُوها في سوقِ النِّخاسةِ[/size]
[size=32]ثم بِيعَتْ للكلابِ ، وللرِّمَمْ[/size]
[size=32]مصرَ التي كانتْ كأروعِ ملحمةْ[/size]
[size=32]هو رُبعُ قرنٍ[/size]
[size=32]ثمَّ أصبحْنا خدَمْ[/size]
[size=32]في الصبحِ ضربٌ بالسياطِ[/size]
[size=32]وفي المساءِ هناكَ ضربٌ بالجِزَمْ[/size]
[size=32]والكلُّ فينا مُتَّهَمْ[/size]
[size=32]ويُدانُ إن يَنْفِ التُّهَمْ[/size]
[size=32]ويُصنِّفوننا عندَهمْ[/size]
[size=32]شعبًا عبيطًا مُحترمْ[/size]
[size=32]والسيدُ السلطانُ يجلسُ يبتسمْ[/size]
[size=32]فلتسألوهُ : هل التَزمْ ؟[/size]
[size=32]حلفَ القسمْ ؟[/size]
[size=32]كانَ القسمْ ..[/size]
[size=32]عنَّا يَزودُ ، وأن يَقودَ ، وأن يَجودْ ،[/size]
[size=32]بالقسطِ يحكمُ إن حَكَمْ[/size]
[size=32]ليظلَّ خفَّاقًا لنا هذا العَلمْ[/size]
[size=32]يا سادتي واللهُ أعلمُ ربَّما ..[/size]
[size=32]كانَ القسمْ :[/size]
[size=32]( واللهِ منكم يا كلابُ سأنتقم )[/size]
[size=32]وقد انتقَمْ[/size]
[size=32]*****[/size]
[size=32]وسُئلتُ عن مصرَ السلامْ[/size]
[size=32]فأجبتُهمْ :[/size]
[size=32]أينَ السلامْ ؟[/size]
[size=32]مصرُ التي قد كانَ يومًا[/size]
[size=32]نصفُها أيتامْ[/size]
[size=32]مَن قالَ عن هذا سلامْ ؟[/size]
[size=32]هل كلُّ غُصنٍ تحتَهُ باضَ الحمامْ ،[/size]
[size=32]واثنينِ يومًا وقَّعا ..[/size]
[size=32]مُسودَّةً بالحبرِ والدمِّ الحرامْ ..[/size]
[size=32]فنعيشُ ننعمُ بالوئامْ ؟[/size]
[size=32]مَن قالَ إني قد نسيتُ للحظةٍ[/size]
[size=32]شهداءَنا ؟[/size]
[size=32]من قالَ إني قد نسيتُ دماءَهمْ ،[/size]
[size=32]أو دَفنَهم أحياءْ ؟[/size]
[size=32]أنا ما خرجتُ يا سيدي[/size]
[size=32]عن مِلَّةِ الإسلامْ[/size]
[size=32]شُهداؤُنا ..[/size]
[size=32]أرواحُهم تأتي إلينا في المنامْ ..[/size]
[size=32]وتقُضُّ مَضجَعَنا[/size]
[size=32]فقُلْ لي سيدي[/size]
[size=32]من ذا ينامْ ..[/size]
[size=32]غيرُ الكلابِ المارقينَ[/size]
[size=32]الآثمينَ المذنبينْ ..[/size]
[size=32]من معشرِ الحكامْ ؟[/size]
[size=32]في كلِّ مقبرةٍ هنا[/size]
[size=32]مازلتُ أسمعُ صوتَهم[/size]
[size=32]صوتَ الأنينِ من العظامْ[/size]
[size=32]صوتًا يُنادينا ويَصرُخُ دائمًا[/size]
[size=32]فوقَ المقابرِ ،[/size]
[size=32]والشواهدِ ، والحُطامْ :[/size]
[size=32]خُذْ يا أخي يومًا بثأري وانتَقِمْ[/size]
[size=32]فإلى متى ستُنَكَّسُ الأعلامْ ؟[/size]
[size=32]عارٌ على شيخِ القبيلةِ[/size]
[size=32]أن يُسلِّمَكم ، حرامْ[/size]
[size=32]فأجبتُهم :[/size]
[size=32]واللهِ مثلي لن ينامْ[/size]
[size=32]دَمٌّ بدَمْ ..[/size]
[size=32]بل ألفُ دَمْ[/size]
[size=32]رأسٌ برأسْ ..[/size]
[size=32]بل ألفُ رأسْ[/size]
[size=32]وستشهدونَ وبيننا الأيامْ[/size]
[size=32]لكنني[/size]
[size=32]فتشتُ عن صقرٍ ،[/size]
[size=32]وعن أسدٍ جَسورٍ لم أجدْ[/size]
[size=32]عزلوا الصقورَ ..[/size]
[size=32]استبدلوها بالحمائمِ واليمامْ[/size]
[size=32]يا حسرتي[/size]
[size=32]مَن ذا يَزودُ عن البلادِ[/size]
[size=32]وكلُّنا ..[/size]
[size=32]صِرنا حمامْ ؟[/size]
[size=32]واتفضلوا كمان [/size]